اسطورة يوم الدوشار فى الهند "قصة حب رام و سيتا"

حين ننظر الى الشعوب بمختلف اجناسها و اعراقها و مناطق معيشتها نرى ان لكل منها موروث شعبى من العادات و التقاليد التى تناقلت اما شفاهية او مكتوبة منذ الاف السنين من جيل الى جيل، و حين نلقى نظرة فاحصة الى تلك العادات و التقاليد سنرى انها تعود الى معتقدات توارثتها الشعوب منذ القدم و تعود تلك المعتقدات الى قصص و روايات حقيقة و احداث حدثت بالفعل فى زمن ما و احتوت تلك الاحداث على العديد من المواقف الغريبة التى تطلبت قوى غير عادية او حكمة فى التعامل مع هذه المواقف مما جعلها حكايات و روايات مخلدة تتناقلها الاجيال لتصبح موروث شعبى يتم تمجيده و تبجيله و احياء ذكراه فى مناسبات و احتفالات كبيرة تعبيرا عن الفخر و التقدير لهذه المعتقدات.
و لكن ربما تكون هذه القصص و الروايات ما هى الا خرافات و اساطير و هرطقات خرجت من خيال مؤلف فى لحظات تجلى، و للأسف الشديد لاقت قبول من الشعوب نتيجة الحاجة الماسة لمثل هذه الروايات لتعطى شيئا من المؤانسة و الطمأنية و الأمل فى مستقبل افضل تحت سماء فيها حكم عادل على يد المخلصين من الظلم فى عصور انتشر فيها ظلم الانسان لبنى الانسان فانتظر فيها القوى الآلهية او القوى الخارجة عن طاقة البشر لتكون هى المخلصة.
و لكن نلاحظ ايضا في معظم المعتقدات القديمة تظهر الالهة وهي تتصارع مع اقرانها، هذا الصراع الذي يفسر عادة كصراع بين قوى الطبيعة احيانا، أو يشير الى نهاية عبادة بعض الالهة وظهور اخرى تتميز عادة بكونها الهة قوية، و تتجلى هذه الفكرة فى الكثير من معتقدات الحضارات القديمة مثل اليونان و مصر و العراق و الهند التى نسوق منها اسطورة اليوم و التى تمثل احد اهم المعتقدات لدى الشعب الهندوسى و التى يقيم لها سنويا احتفالا ضخما و هاما جدا بالنسبة لهم و هى اسطورة "يوم الدوشار"

رام و سيتا

يوم "الدوشار" هو اسم اليوم الذى يحتفل فيه الهندوس _على حسب ما ترويه الاسطورة_بانتصار الإله "رام" على الملك الظالم "روان" فى مثل هذا اليوم منذ الاف السنين . حيث تروى الاسطورة ان "روان" قام بمساعدة اثنين من اخوته بخطف "سيتا" ليتزوجها رغما عنها و لكن "رام" انتصر عليه بمساعدة الاف القرود.
في ذلك اليوم يتجمع الهندوس حول تمثال ضخم للملك "روان" له قاعدة من الورق المقوى تحوي هذه القاعدة بداخلها على المفرقعات،و يحرقون فى هذا اليوم ثلاثة تماثيل الأول للملك "روان" والآخران لأخويه اللذين ساعداه، وبعد الحرق يبدأ إطلاق الأسهم النارية الملونة، ويستمر الاحتفال مع أنغام من الموسيقى والأبواق والطبول، ثم يتجمع الناس ويمشون في الموكب الموسيقي، وتمثال الإله "راما" يرتفع فوق رؤوسهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل أن مص الثدي وتقبيل فرج الزوجة خلال المعاشرة حلال ام حرام...جواب صادم للنساء

ما هو سبب ظهور البقع الحمراء مباشرة ما بعد العلاقة الزوجية

دفء الشتاء و سحر المنظر يعانق الحضارة و التاريخ فى مدينة اسوان