سراب

سراب انتِ..
أمام العيون بدوتى
و سرعان إلى حقيقة ما تحولتى
فلا عجب أن تعودى مثلما كنتِ
شئٌ تافه و تظلى دائما سراب

اعذرينى يا صديقتى..
سأكون قاسى جدا عليكى و جافى
فلن يعود النهر يجرى بيننا عذبٌ و صافى
و لن تعود الشمس ترسل فوقنا نورها الدافى
و لن نعود بعد اليوم أحباب
لقد عكرتى الصفو و بددتى الدفو
لقد احرقتى حقول المحبة الخضراء
بعود من اعواد الثقاب
فصارت كلها سراب

عذرا ياااا.....عذرا يا تلك الفتاة
عذرا..لا استطيع ذكر اسمكِ الموسيقى
فقد اصبح ثقيلٌ جدا فوق لسانى
عذرا..لا استطيع النظر لوجهكِ الملائكى
فقد اصبح قبيحٌ جدا أمام عيونى
نعم..أنا فتًى أشيد بجمال المظهر
و لكن لا دائما به أبهر
اغوص أيضا و ابحث فى الجوهر
فما وجدتكِ إلا شئ...
جميلٌ فى مظهره كالعصافير
قبيحٌ فى جوهره كالخنازير
أتظنين أنى محتالٌ و كذاب..؟
لا يا سيدتى..
فأنا لا أُشيّد تلالاً من المحبة الزائفة
لا أُخادع أحبتى باسم الهوى..
و اضع للهوى ألف صفة و صفة
هيا تجرّئى و كونى منصفة
و اعلنى لكل العاشقين...
أن هواكِ كان درباً من سراب

اعطنى أُذنك و اصغِ إلّى يا صغيرة..
عِ كلامى و دعِ علبة الكبريت
كفاكِ غباءًا و لا تلعبِ بأعواد الثقاب
فتحرقى اصابعكِ الجميلة
فمهما ابتدعتِ اليوم من حيلة
لن تسمعى تصفيقًا و لا تصفير
لقد ملّت يا سيدتى الجماهير
و غادر الجمع الغفير
و لن تَرَىْ بعد اليوم إلا سراب

إعلمى و كونى دائما على يقين..
أنكِ لا زلتِ طائر صغير
عديمة الخبرة كى تحلقين..
فى سماءٍ مملؤة بالضباب
تلك السماء خطيرة جدا يا صغيرة..
فلا تحسبيها ربوع خضراء لرغباتك الجامحة
لن تجدى فيها رحمة لدى الطيور الجارحة
إن حاولى..!! حتمًا ستفقدين الأجنحة
فلا تقربى السحاب الاسود و توخى الحذر
حقًا طيورى لا تأكل اللحم القذر..
لكنها سوف تصرعكِ و تلقى بك إلى التراب
لتعودى مثلما كنتِ سراب

إطمئنّى..
إطمئنى و لا تفزعى منى
ما أنا بعاتى كى اسحق حشرة بقدمى
لمجرد أن داعبتنى بشئٍ من الغشمِ
حسبى فقط...يهزأ بكِ قلمى
فأنتِ كالعدمِ..
و لو صرتِ وحشا له أنياب
فمهما روحتِ أو غدوتِ..
ما أنتِ إلا سراب