عناق قبل الرحيل
مد المنبه صوته و أمسك بأذن ذلك النائم ليوقظه. أخرج يده من تحت الغطاء غضبانا و قطع للمنبه صوته. و لكن الأرق قد استيقظ . لابد أن يرفع رأسه من فوق الوسادة ، فالأرق شديد الغيرة و لا يطيق مشاهدته و هو يعانق أى وسادة. رفع رأسه و همس فى أذن الوسادة : " سأرحل اليوم ، و لكنى سأترك لك بعضا من دموعى لتؤنس وحدتك ، و سأحاول جاهدا أن اقنع الأرق ليظل معكما و لا يرافقنى الرحيل ، و لكن لا اظنه سيقبل " احس بعينيه تتثاقل و رأسه غير متزن ، فالتفت إلى جانبه فلم يجد الأرق. لربما خرج يتنزه قليلا ليشم عبير الصباح. يبدو أن الوسادة ايضا قد لاحظت غياب الأرق ، فنظرت اليه نظرة تملأها الرغبة و قالت : " ألن تعانقنى قليلا قبل الرحيل " فرد على الفور : " بلا سأفعل و لكن ليس أكثر من خمس دقائق ، فلابد أن أعد نفسى و حقيبتى للرحيل" و ما إن انهى كلامه حتى القى برأسه فوق كتف الوسادة. مرت الخمس دقائق سريعا و انتهت ، و ما زال العناق لم ينتهى.